الفرق بين الكتابة لمحركات البحث والكتابة التقليدية

لطالما لعبت الكتابة دوراً رئيسياً في التواصل والتفاعل مع الجمهور، فحتى مع تطور وسائل الاتصال الإلكترونية والتكنولوجية لم تستطع المنصات والمواقع الاستغناء عن الكتابة بصفتها أداة أساسية لإيصال المعلومة المطلوبة للعملاء، بل تطورت الكتابة مع الوقت لتتخذ شكلاً جديداً وأصبح يُعرف باسم الكتابة لمحركات البحث أو الكتابة المتوافقة مع متطلبات محركات البحث.

فما المقصود بهذا النوع من الكتابة؟ وما أهميته؟ وما الفرق بينه وبين الكتابة التقليدية؟ لمعرفة ذلك تابع قراءة المقال.

ما المقصود بـ  الكتابة لمحركات البحث؟

تُعرف الكتابة لمحركات البحث بأنها نوعٌ من أنواع الكتابة، وهي جزء من مجالات التسويق الإلكتروني بالتحديد.

إذ تُعتبر واحدةً من أهم وسائل التسويق في العصر الرقمي،
وتهدف الكتابة لمحركات البحث إلى:
لفت الانتباه
وإقناع الجمهور المستهدف بشراء المنتج أو الاشتراك في الخدمة المعلنة.

وتتطلب هذه الكتابة مهارةً عالية في الكتابة الإبداعية والفنية لجعل الرسالة أكثر تأثيراً وجاذبية.

ما الفرق بين الكتابة التقليدية والكتابة لمحركات البحث؟

الكتابة هي عملية تدوين الأفكار والمعلومات على الورق أو على شاشة الكمبيوتر باستخدام اللغة العربية أو أي لغة أخرى.

وتُعتبر أساساً للتواصل ونقل المعلومات بشكل فعال وواضح.
وعندما نتحدث عن الكتابة فإننا نشير إلى:

العملية الإبداعية التي يقوم بها الكتّاب والمؤلفون لإنتاج:
الروايات والأشعار والمقالات والمذكرات وغيرها من الأعمال الأدبية
لذا فإن الكِتاب واحدٌ من أهم الأدوات المستخدمة لنقل الأفكار والتعبير عن العواطف والمشاعر.
كما تمنح الكتابة للكتّاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم ومشاركة رؤيتهم الفريدة مع العالم.

ويُعد مفهوم الكتابة فضفاضاً للغاية فهي تجمع العديد من الأقسام تحت مظلتها:
كالكتابة الأدبية
وكتابة الأبحاث العلمية
والكتابة الصحفية
والكتابة الإخبارية
وكذلك الكتابة لمحركات البحث التي تُعد ركيزةً أساسيةً في عالم التسويق الإلكتروني الواسع.

فكما أن الأديب يكتب للتعبير الإنساني عن عواطفه وهواجسه وأفكاره،
فإن الكاتب المتخصص في محركات البحث يوظف قدراته الإبداعية
في الكتابة لتقديم منتجٍ معين للجمهور أو إيصال معلومة ما،
لكن هل هناك ميزات معينة لكاتب محركات البحث؟

ما المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها متخصص الكتابة لمحركات البحث؟

كي يتميز الكاتب المتخصص لمحركات البحث ويبدع في مجاله فإن هناك مجموعة من الميزات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها، وأهمها:

1- المعرفة العميقة بطبيعة المنتج أو الخدمة التي يسعى للترويج لها.

2- يجب أن يُكوِن فهماً شاملاً حول الجمهور المستهدف واحتياجاتهم ورغباتهم
فالكتابة لمنتج كالحذاء الطبي على سبيل المثال تعني التركيز على الفئة العمرية لكبار السن، بينما يتطلب الترويج لمجموعة جديدة من ملابس الأطفال حديثي الولادة للتركيز على متطلبات الأمهات احتياجاتهم.

3-بالإضافة إلى أهمية القدرة على صياغة رسالة قوية ومقنعة تنجح في جذب انتباه الجمهور وتحثهم على اتخاذ إجراء معين.
مثل الاشتراك بالنشرات البريدية للموقع الإلكتروني، أو تحميل التطبيق، أو تلقي الإشعارات الفورية، أو إنشاء حساب على الموقع وغيرها.

ولهذا فإن الكتابة لمحركات البحث تتطلب مستوىً عالٍ في استخدام اللغة العربية، ودقة في صياغة المصطلحات، ودراية بالقواعد النحوية، وموهبة في توظيف اللغة لإيصال الرسالة المطلوبة بصورة فعالة وإبداعية.

ما أهم خصائص الكتابة لمحركات البحث؟

لكل نوعٍ من أنواع الكتابة خصائص أساسية تهدف إلى إنتاج نصٍ إبداعي مميز، ولذلك فإن هناك معايير محددة تساعد في الكتابة لمحركات البحث بأفضل صيغة نهائية، وفيما يلي نتناول تلك الخصائص والمعايير:

– الوضوح والدقة في التعبير:

إذ تتميز الكتابة لمحركات البحث بالبساطة الشديدة بعيداً عن المصطلحات المركبة و التقنية المعقدة التي لا يفهمها الجمهور، والحرص على جعل اللغة المستخدمة مبتكرة وجذابة للقارئ.

– تدعيم الكتابة بالأدلة والأمثلة التي تثبت صحة الحجج المطروحة وجودة المنتج أو الخدمة المقدمة.

ويمكن استخدام شهادات وتوصيات العملاء السابقين لتعزيز مصداقية الإعلان وإقناع القُراء بجودة المنتج أو الخدمة.

التأثير الإيجابي الذي تحمله الكتابة، فالكاتب الجيد يركز على الفوائد والمستحقات والميزات التي يحصل عليها العميل حين حصوله على المنتج.

– ترتيب المعلومات بحيث يسهل على القارئ فهمها، والتقاطها بسهولة:

وذلك بحسب أهميتها لدى العميل، وهو ما يؤكد أهمية دراسة العمل، وإجراء البحث اللازم قبل الشروع بالكتابة.

– تحفيز القارئ على اتخاذ إجراء فوري معين:

بحيث ينجح الكاتب المتخصص لمحركات البحث بإيصال شعور مُلِح للعميل بضرورة شراء المنتج، أو الاشتراك بالخدمة المقدمة.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام العبارات التحفيزية والتشويقيةالتي تدفع القارئ للتفاعل.

ما الهدف من الكتابة لمحركات البحث؟

تَختلف الكتابة التقليدية عن الكتابة لمحركات البحث من حيث الغاية والهدف لكل منهما، فالكتابة التقليدية تَهدف إلى تبادل المعلومات ونقل الأفكار والمعارف وتوجيه القُراء، بينما تهدف الكتابة لمحركات البحث بكتابة محتوى نعمل من خلاله على تحسين نتائج محركات البحث في الموقع أو المدونة، للظهور في الصفحات الأولى،وبالتالي إقناع الجمهور وجذب المزيد من العملاء والمشتركين من أجل تحقيق أهداف تسويقية وزيادة المبيعات.

ويمكن أن تكون الكتابة التقليدية على صورٍ عدة:

كالمقالائ
الرسائل
التقارير
أو حتى الكتب.

وباستخدام أساليب أكاديمية أو أدبية تُبرز اللغة العربية والمصطلحات المعقدة بحرية.

كما يجب أن يكون الكاتب قادراً على التعبير عن أفكاره بشكل متناسق ومنطقي، وأن يستخدم المصطلحات الصحيحة والمفاهيم المناسبة.

أما الكتابة لمحركات البحث فتعتمد على استخدام الأساليب التقنية الحديثة والإبداعية الترفيهية للتواصل مع الجمهور مثل:

الترويج
والتسويق
ورصد الانطباعات
ومتابعة التوصيات.
كما تُعتبر الرسوم والشعارات والعبارات الجذابة أدواتٌ هامة في تحقيق تلك الغاية.
إلى جانب اعتماد اللغة البسيطة.
والاستعانة باللهجات المحكية العامة في الكثير من الأحيان.

كيف يختلف الجمهور المستهدف في أنواع الكتابات؟

يُعد الجمهور المستهدف في الكتابة التقليدية أكثر اختصاصاً واتصالاً بالموضوع.
فعادةً ما تُوجه الكتابة للباحثين والطلبة والمتخصصين والمهتمين بالمجال المحدد، لذا يُتوَقع من الكاتب أن يُقدم معلوماتٍ تفصيلية تلبي احتياجات القُراء.

بينما يُعتبر جمهور الكتابة لمحركات البحث أكثر تنوعاً واختلافاً، بحيث يشمل العملاء المحتملين والمستهلكين الحاليين.

ولهذا يجب أن تُخاطب الشعارات المكتوبة عقول الجمهور وتجذب اهتمامهم من خلال رسالة واضحة وملهمة، بحيث تعكس الفوائد والقيمة التي يمكن أن يحصل عليها الجمهور من المنتج أو الخدمة المعروضة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الكاتب قادراً على فهم احتياجات الجمهور المستهدف وتوجيه رسالته إليه بشكل يلبي تلك الاحتياجات.
وهو ما يتطلب دراية بالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على اتخاذ القرارات لدى الجمهور المستهدف.

ما هي أبرز تحديات الكتابة لمحركات البحث؟

هناك العديد من التحديات التي ظهرت مع ظهور الكتابة لمحركات البحث، وبات التعامل معها مهارة أساسية لدى الكُتاب، ومن أهم تلك التحديات:

فهم السوق الرقمي

تضاعفت صعوبة الكتابة لمحركات البحث في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبح لزاماً على الكُتاب أن يكونوا على دراية باتجاهات السوق واهتمامات العملاء المستهدفين.
بالإضافة إلى ضرورة استخدام الأبحاث والتحليلات لفهم الجمهور المستهدف وتقديم الرسالة المناسبة في الوقت المناسب.

وعند دراسة السوق الرقمي يجب أن يُكَوِن الكُتاب فهماً عميقاً للتحولات الحالية في السلوك الاستهلاكي والاتجاهات الشائعة بين الجمهور المستهدف.
كما يمكن أن تساعد الأبحاث السوقية والاستبيانات في جمع المعلومات الضرورية لفهم رغبات العملاء واحتياجاتهم، ومن ثم يمكن للكُتاب تحليل هذه البيانات وتحويلها إلى استراتيجيات إعلانية فعالة.

ويجب على كُتاب محركات البحث تعلم كيفية استخدام أدوات التحليل الرقمي لفهم سلوك الجمهور المستهدف على الإنترنت، وأهمها جوجل اناليتكس التي تُستخدم لتتبع عادات التصفح والتفاعل مع الإعلانات.

التكيف مع التغيرات التكنولوجية

تتغير أدوات ومنصات الإعلان الإلكتروني مع التطور التكنولوجي باستمرار، ومن المهم لكُتاب محركات البحث أن يكونوا قادرين على التكيف مع هذه التغيرات واستخدام الأدوات والتقنيات الحديثة بشكل فعال.

فعلى سبيل المثال يمكن استخدام إعلانات البانر والإعلانات المدمجة، وتجارب المستخدم المُحسنة، والتواصل المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة تأثير الإعلانات وفرص التفاعل معها، وتحقيق وصولٍ أكبر للجمهور وتحسين تجربة المستخدم.

وللتكيف مع التغيرات التكنولوجية يجب على الكتّاب البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات في مجال الإعلان الإلكتروني، من خلال الاشتراك في المؤتمرات والندوات المتخصصة ومتابعة المدونات والمواقع الإلكترونية ذات الصلة.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكونوا مستعدين لاستخدام الأدوات الجديدة والتقنيات الحديثة التي يمكن أن تساعد في تحسين أداء الإعلانات وزيادة تفاعل الجمهور.

علاوة على ذلك يجب أن يكون لديهم فهم عميق لتحديثات الأجهزة المحمولة وتأثيرها على الإعلانات الإلكترونية.

نصائح لتحسين الكتابة لمحركات البحث

إليكَ مجموعة من النصائح الذهبية التي ستجعلك كاتباً أفضل لمحركات البحث، بحيث تحظى مقالاتك ونصوصك بنسبة وصولٍ أكبر:

  • الابتكار والإبداع: لجذب اهتمام الجمهور يجب أن تكون الكتابة الإعلانية مبتكرة ومميزة، مما يعني استخدام أفكار إبداعية تجعلك مميزاً عن منافسيك ويمكن استخدام اللغة الشعرية أو العبارات الهزلية لإضفاء طابع قوي ومشوق على الإعلان.
    فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الألفاظ الجذابة والمثيرة للدهشة للتأكيد على فرادة المنتج أو الخدمة المعلن عنها، أو استخدام الصور الإبداعية وغير التقليدية لتحفيز الفضول لدى الجمهور وإثارة اهتمامهم.
  • البساطة والوضوح: تجنب استخدام اللغة المعقدة أو الجمل الطويلة في الكتابة لمحركات البحث، واحرص على الأسلوب المباشر والبسيط لتبليغ الرسالة.
    اختر المصطلحات القوية لإقناع العميل بفكرتك.
    فعلى سبيل المثال يمكن استخدام العبارات القصيرة والمفهومة بسهولة لإيصال الرسالة بشكل فعال كتوضيح فوائد المنتج أو الخدمة المقدمة وكيفية استخدامها، وكذلك استخدام الأمثلة العملية والحقائق المثيرة للاهتمام عن المنتج.
  • التواصل الفعال: يجب أن تكون الكتابة قابلة للتفاعل مع القارئ.
    احرص على استخدم الأدوات والموارد التي تساعد القُراء على اتخاذ الإجراءات المطلوبة، مثل روابط النقر وأرقام الهواتف ونماذج الاشتراك.
    كما يمكن استخدام القصص والتجارب الشخصية للتواصل مع الجمهور وبناء روابط وثيقة معهم.
    فعلى سبيل المثال، يمكن إضافة روابط توجيهية في الإعلان لتسهيل عملية الانتقال من الإعلان إلى الموقع الإلكتروني أو الصفحة الخاصة بالمنتج أو الخدمة.
    كما يمكن أيضاً تضمين رموز الباركود لتسهيل عملية المسح الضوئي والوصول إلى معلومات إضافية حوله.
    ويمكن استخدام قصص واقعية للعملاء السابقين الذين استفادوا من المنتج أو الخدمة لإظهار الفوائد الحقيقية وتأثيرها على الحياة اليومية.
ختاماً

تَختلف الكتابة التقليدية عن الكتابة لمحركات البحث في العديد من الجوانب، بدءًا من الهدف والأسلوب وصولاً إلى الجمهور المستهدف. وتعتبر الكتابة لمحركات البحث في عالم التسويق الإلكتروني تحدياً حقيقياً في ظل التغيرات التكنولوجية ومتطلبات التكيف مع السوق الرقمي، ومع ذلك فإنه يمكن تحسين الكتابة وجعلها أكثر تأثيرا ًوفعالية في الوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال اعتماد أسلوب البساطة والوضوح، والابتكار والإبداع.

Neo Arabic