الكتابة باللغة العربية هي فن وعلم يتمتع بعظمة لا مثيل لها. قوة اللغة العربية تتمثل في احتلالها مكانة مهمة في التاريخ والثقافة العربية. وأنها تعد واحدة من أقدم اللغات المكتوبة في العالم.
تتميز اللغة العربية بثراء رصيدها من الكلمات والمفردات والصيغ. هي أيضًا لغة متميزة من الناحية الصوتية، وأطلق عليها “لغة الضاد” نسبةً إلى حرف الضاد الذي يتميز بها، والذي يعد من أصعب الأصوات في النطق والكتابة. وهذه التسمية تعكس قدرة اللغة العربية على التعبير عن التفاصيل الدقيقة والمعاني العميقة.
قوة اللغة العربية تكمن في العديد من النقاط التي تتميز بها:
ثراء المفردات:
تحتوي اللغة العربية على مفردات واسعة ومتنوعة تمكن مستخدمها من اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن الأفكار بدقة وتفصيل.
الدقة والوضوح:
تتميز اللغة العربية بنظامها اللغوي الدقيق وقواعدها المنظمة، مما يسهم في إيصال الأفكار والمعاني بشكل واضح
الجمال والإيقاع:
تتميز العربية بجمالها الصوتي والإيقاعي، مما يجعل النصوص المكتوبة بها غنية بالرنين والإبداع.
التعبير عن المشاعر والعواطف:
تمتاز العربية بقدرتها على التعبير عن المشاعر والعواطف بشكل عميقة.
التاريخ والثقافة:
تحمل اللغة العربية تراثًا ثقافيًا عريقًا وتاريخًا عظيمًا، حيث تمتد جذورها إلى العصور القديمة وتحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا غنيًا من الأدب والفلسفة والدين.
أشكال الحروف في اللغة العربية:
تُعد الحروف العربية من بين الأحرف السامية وتستخدم لكتابة اللغة العربية وعدة لغات أخرى. تتكون الحروف العربية من 28 حرفاً، وتشتهر بتنوع أشكالها وتغيرها اعتمادًا على موقع الحرف في الكلمة والتواصل بين الحروف المجاورة. يمكن تقسيم أشكال الحروف إلى ثلاث فئات رئيسية:
أشكال الحروف المنفصلة: تظهر هذه الأشكال عند كتابة الحروف بمفردها دون أن تتصل بالحروف الأخرى. ومن أمثلة هذه الأشكال: (أ، ب، ت).
أشكال الحروف المتصلة من الأعلى: هذه الأشكال تظهر عندما يتصل الحرف بالحرف السابق فقط، ولا يتصل بالحرف التالي. ومن أمثلة هذه الأشكال: (ر، ز، د).
أشكال الحروف المتصلة من الأعلى والأسفل: تظهر هذه الأشكال عندما يتصل الحرف بالحرف السابق والحرف التالي. ومن أمثلة هذه الأشكال: (ك، ل، م).
تاريخ وضع النقاط على الحروف:
تاريخ وضع النقاط على الحروف ليس واضحًا تمامًا، ولكن يُعتقد أنها أُضيفت بعد تطور اللغة العربية في القرن الثامن الميلادي. في البداية، كانت النصوص العربية تُكتب بدون نقاط، وكان يعتمد على المتلقي أن يفهم الكلمات والجمل استنادًا إلى السياق والخبرة.
ذهب بعض المؤرخون إلى أن العرب كانوا يعرفون تنقيط الأحرف قبل الإسلام ليتمكّنوا من تمييز الأحرف المتشابهة، ولكنّهم تركوا التنقيط عند كتابة المصحف لأسباب مثل:
كثرة اعتمادهم على التلقّي والسماع
وعدم اعتمادهم على المصاحف في القراءة
وقال بعضهم إن التنقيط لم يكن معروفًا قبل أبي الأسود الدّؤَلي، فهو أوّل من نقّط الحروف، وأوّل من نقّط المصحف الشريف، ثم اشتهر التنقيط في عهد عبد الملك بن مروان وأمر بتنقيط القرآن الكريم، وذلك بعد اتّساع الرقعة الجغرافية للدولة الإسلامية، ودخول الكثير من الأعاجم في الإسلام واختلاطهم بالعرب، مما أدّى إلى ظهور اللّبس والإشكال في قراءة المصحف، فتم وضع النقاط على الحروف لتسهيل قراءة النصوص وتفادي اللبس والتباس المعاني.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت النقاط جزءًا أساسيًا من الكتابة العربية وتُستخدم لتمييز الحروف المتشابهة، مثل(ب، ت، ث)، وتحديد مواقع الحروف المتصلة والمنفصلة والتشكيل الصحيح للكلمات.
إن وضع النقاط على الحروف كان تطورًا هامًا في تطوير الكتابة العربية وساهم في تسهيل قراءة النصوص وفهمها بشكل أفضل.
استخدام اللغة العربية بدون نقاط للتغلب على الخوارزميات
واجه العرب مشكلة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك للتعبير عن تأييدهم لفلسطين بحرية ورفضهم ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم محو بعض المنشورات وتقييد النشر لدى البعض، وهنا ظهرت قوة اللغة العربية في التغلب على الخوارزميات بمحو النقاط من على الحروف فتصبح غير مفهومة أو مقروءة لسائر العالم عدا العرب، اللذين استطاعوا فهمها ضمن سياق الحروف الأخرى والكلمات.
ختامًا
قوة اللغة العربية وثراءها يجب أن تكون مصدر فخر لكل العرب، هي لغة القرآن الكريم آفصح الكلام، ومازالت قادرة على إبهارنا بتفردها مثلما حدث في التغلب على خوارزميات بعض المنصات في الأزمة الحالية.
وقد تحدثنا سابقًا عن أهمية اللغة العربية للشركات العالمية أيضًا، فهي لغة التواصل بين 400 مليون ناطق. وهي اللغة الرسمية في أكثر من 22 دولة عربية. لذا على الرغم من أصالتها فهي لغة مهمة في العصر الحديث، وتمثل فرصة مثالية يجب أن تنتهزها شركات التجارة العالمية لانتشار خدماتها ومنتجاتها.