الحساسية الثقافية في الترجمة العربية وكيف تتجاوزها؟

هل فكرت لماذا تبدو النصوص أقل ترابطًا ووضوحًا على الرغم من أنك قمت بالترجمة الصحيحة؟

في الأغلب فإن السبب قد يكون عدم مراعاة الحساسية الثقافية أثناء الترجمة، مما يؤدي إلى إنشاء نصًا غير مترابطًا، بالإضافة إلى فقدان الأبعاد الثقافية الأصلية، ولهذا السبب يعد تحقيق التوازن بين أمانة النقل وتقديم النص بشكل مناسب ثقافيًا تحديًا خاصًا في مجال الترجمة، وفي مقالنا نرغب بالتحدث عن كل التفاصيل عن الحساسية الثقافية في الترجمة العربية، وأنواعها وكيفية تجاوزها، وللتعرف على المزيد حولها، تابع قراءة المقال.

الحساسية الثقافية في الترجمة العربية

تشير الحساسية الثقافية في الترجمة العربية إلى قدرة المترجم على فهم ونقل جميع الرسائل والمفاهيم بدقة بدون فقدان للأبعاد الثقافية الأصلية.

ويُمكن أن تتضمن العوامل الثقافية المتنوعة مثل المفاهيم الثقافية الفريدة الخاصة باللغة، أو التعابير الاصطلاحية، بالإضافة إلى القيم والاعتقادات.

وفي الوقت نفسه فإن الترجمة الحساسة تحتاج إلى مزيج بين المهارات الغوية والثقافية، وفهم عميق لكل من الثقافة الأصلية والمستهدفة أيضًا.

وفي بعض الأحيان قد يكون من الصعب تحقيق التوازن ما بين أمانة النقل وتقديم النص بالشكل المناسب للثقافة المستهدفة مما يمثل تحدي خاص في مجال الترجمة.

فمثلًا عند محاولة ترجمة عبارة معينة من لغة إلى لغة أخرى فقد يتطلب الأمر استخدام تعابير مختلفة من أجل ضمان فهم دقيق وموضوعي لهذه الترجمات، كما من الممكن أن تحتاج توفير شرح إضافي لفهم السياق الثقافي للترجمة.

وأخيرًا يمكن القول أن الحساسية الثقافية في الترجمة العربية مهمة ويجب مراعاتها لتجنب الإساءة الثقافية والتشويش على المعاني للأصلية للنصوص.

الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المترجمون أثناء ترجمة النصوص الحساسة

قد يرتكب المترجمون بعض الأخطاء في ترجمة النصوص الحساسة وذلك بسبب الاهتمام الكافي بالحساسية الثقافية للمصدر، أو عدم القدرة على فهم السياق بالشكل الكافي، وبالتالي إليك أهم الأخطاء الشائعة التي من الممكن أن يركتبها المترجمون:

  • فقدان المعنى الأصلي: عندما يترجم المترجم كلمات حرفية دون مراعاة السياق والمعنى الأصلي، مما يؤدي إلى فقدان الرسالة الحقيقية للنص.
  • تشويه الثقافة: بالإضافة إلى ذلك، عندما يحاول المترجم تطبيق مفاهيم أو قيم من ثقافته الخاصة على النص المستهدف دون مراعاة الاختلافات الثقافية، مما يؤدي إلى تشويه المعنى أو إلى إساءة فهم.
  • إهمال اللهجات والأساليب اللغوية: عندما لا يأخذ المترجم في الاعتبار اللهجات الإقليمية أو الأساليب اللغوية الخاصة التي قد تؤثر على معنى النص.
  • ترجمة حرفية للتعابير الاصطلاحية: عندما يتم ترجمة التعابير الاصطلاحية بشكل حرفي دون مراعاة معانيها الفعلية في اللغة المستهدفة.
  • فقدان التوازن بين الأمانة والإبداع:عند ترجمة النص بشكل دقيق دون أي تعديل، أو القيام بتعديلات جذرية تفقد النص معانيه الأصلية.
  • عدم توفير السياق الثقافي: عند ترجمة النص دون توفير السياق الثقافي اللازم لفهمه بشكل كامل في الثقافة المستهدفة.

تعرف على: الترجمة الإعلامية: ما هي وما أهم أنواعها

كيف تتجاوز الحساسية الثقافية في الترجمة العربية؟

عند تجاوز الحساسية الثقافية في الترجمة العربية فإن هناك بعض الخطوات الأساسية والمهمة التي يجب وضعها في عين الاعتبار لتتمكن من الترجمة بالشكل الصحيح، وتتمثل في:

الفهم العميق للثقافتين:

  • يجب أن يقوم المترجم بدراسة وفهم ثقافة المصدر بعمق، بما في ذلك العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم الثقافية الفريدة للمجتمع الذي تمثله اللغة المصدر.
  • كما يجب أن يكون لديه فهم عميق للثقافة الهدف، مما يشمل فهم القيم والعادات والمفاهيم الثقافية التي يتمثلها النص المستهدف.

الاستماع والتواصل:

  • يتطلب الأمر من المترجم التواصل المستمر مع العملاء والمؤلفين لفهم معاني النص وغاياتهم بشكل أفضل، وكذلك للتأكد من فهم السياق والمفاهيم الثقافية بشكل دقيق.
  • وبالطبع يمكن للمحادثات الفعالة مع العملاء أو المؤلفين أن تكشف عن تفاصيل مهمة حول الثقافة المراد ترجمتها، مما يمكن المترجم من التعامل مع النص بشكل أفضل.

استخدام المصطلحات الثقافية المناسبة:

  • يجب على المترجم اختيار المصطلحات والتعابير التي تناسب الثقافة المستهدفة وتعبر عن المعنى الأصلي بشكل دقيق.
  • ويمكن استخدام البحث والمراجعة المستمرة للتأكد من استخدام المصطلحات الصحيحة والمفهومة بشكل جيد في الثقافة الهدف لتجنب الحساسية الثقافية في الترجمة العربية.

تجنب الترجمة الحرفية:

  •  يجب أن يتجنب المترجم ترجمة النص بشكل حرفي والسعي لفهم الرسالة الحقيقية وتقديمها بشكل يتناسب مع الثقافة المستهدفة.
  • من المهم أن يحافظ المترجم على التوازن بين الأمانة في النقل والقدرة على التعبير عن المعاني بشكل فعّال في اللغة المستهدفة.

أعرف المزيد حول: لا تستخدم ترجمة جوجل في عملك لهذه الأسباب

الاهتمام باللهجات والأساليب اللغوية:

  • يجب على المترجم مراعاة اللهجات الإقليمية والأساليب اللغوية المختلفة التي قد تؤثر على معنى النص.
  • يمكن للمترجم استشارة متحدثين أصليين أو مراجع معتمدة لفهم الاختلافات في اللهجات والأساليب اللغوية والعبارات الشائعة لتجنب الحساسية الثقافية في الترجمة العربية.

توفير السياق الثقافي:

  • يجب على المترجم توفير السياق الثقافي اللازم لفهم النص بشكل كامل في الثقافة المستهدفة، وذلك من خلال إضافة شروحات أو توضيحات إضافية إذا لزم الأمر.
  • يمكن للمترجم استخدام الحواشي أو النصوص الإضافية لتوضيح السياق الثقافي أو العبارات غير المألوفة في الثقافة المستهدفة.

في النهاية، يُظهر تجاوز الحساسية الثقافية في الترجمة العربية القدرة على تحقيق تواصل فعّال بين الثقافات المختلفة، وذلك من خلال الفهم العميق والاحترام لثقافة المصدر والثقافة المستهدفة، ولهذا يجب على المترجم إعادة صياغة النصوص بشكل يحترم التنوع ويحافظ على الرسالة الأصلية بنفس الوقت، وباتباع هذه الخطوات والنصائح التي تحدثنا عنها، يُمكن للترجمة العربية أن تكون جسرًا فعّالًا للتواصل بين الشعوب والثقافات، معززةً بذلك التفاهم والتقارب الثقافي بين الأمم.

Neo Arabic